منتدى الأحلام إدارة جيجي أبوبكر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أروع قصص للأطفال

اذهب الى الأسفل

أروع قصص للأطفال Empty أروع قصص للأطفال

مُساهمة  Admin الجمعة فبراير 11, 2011 2:31 pm

القصة رقم1
------------
المكسب و الخسارة
قال الأرنب : من طلب شيئا وجده ..

وهرب إلى جحره ، لا يطلب شيئا إلا النجاة النجاة ..

أما الغزال ، فقال : أنا لا أعلق الجرس فى عنقى ..

واختفى عن الأنظار خلف أجمة ترتفع حشائشها إلى الأعناق ..

أما الفيل ، ووحيد القرن فقد انطبق على حالهما هذا القول : " أشرى الشر صغاره "

أما النمر – وكان بالقرب – فقد مشى رويد رويدا ، وهو متيقن أن الجائزة من نصيبه ..

والذى حدث يفسر ويوضح كل هذه الأقوال ، وكل هذه الأفعال .. فانتبهوا ..

التقى الفيل ووحيد القرن على كره ، والكره يفتح أبواب الشر ، وأول أبواب الشر المفاخرة ..

رأى النمر أن مقتل الفيل بين فكي الفيل نفسه ، وكذا مقتل وحيد القرن يأتى بين فكى وحيد القرن ، وسوف يكون فك النمر براء من القتل ، ولأمر فى نفسه توقف ..

كان الفيل يصيح فى وجه وحيد القرن : أنا أقوى منك ..

تحسس النمر طريقه ، ونكأ الجرح ، وغمز وحيد القرن قائلا : هل تسكت ؟!

ابتلع وحيد القرن الطعم ، فأرعد : أنا الأقوى ..

رسم النمر على وجهه علامات الدهشة والتعجب ، وهو يقول للفيل : أنت بلا شك أكبر حجما ..

استحسن الفيل هذه الملاحظة ، ولكنه لم يهنأ بها طويلا ، إذ التفت النمر إلى وحيد القرن ، وقال له : أنت بلا خرطوم يا خرتيت ..

حول وحيد القرن قول النمر إلى تعريض ساخر بالفيل حين ضحك ، وهو يقول : هذا صحيح .. ليس لى خرطوم .. ها . ها . ها . ها ..

وقف الفيل كمن كلف إحضار مخ بعوضة !!

صاح النمر : هل تسكت ؟!

قال الفيل ، وهو يعود لامتلاك زمام نفسه : أنا لى سنان من العاج .. أما أنت فوحيد السن ..

وجاء الدور على وحيد القرن ليصمت أمام هذه الحقيقة ..

تحرك الفيل ليغادر المكان منتشيا بالنصر الذى حققه ..

أسرع النمر يقول لوحيد القرن : أنت أسرع من الفيل إذا عدوت ..

تراجع الفيل إذ سمع النمر يقول أيضا : أقارب الفيل يشتغلون فى السيرك .. رفع خرطومه بفخر فى الهواء ، ووقف على قدم واحدة من أقدامه ، ثم اعتدل ، وقال بفخر : هذا شىء لا يعرفه جنس وحيد القرن .

عند هذا زمجر وحيد القرن ، ونفر ، وأخرج الزفير من منخاريه صارخا : أقاربك يا فيل خدم عند أصحاب السيرك ..

ابتعد النمر قليلا ، وأفسح للغريمين عند انتهاء وحيد القرن من تعريضه بسلالة الفيلة ، فهذا انتهاء لشىء ، وابتداء لشىء ، والنمر يعرف ..

التحم الفيل ووحيد القرن ، وعلا الغبار ، وكثر الجرى والطعن ، فالزيت فى العجين لا يضيع .. وهذا قول عرفه النمر وخبره ، لأنه دعا أصدقاءه النمور إلى وليمة طيبة من لحم الفيل ، ولحم وحيد القرن ، ظل النمر لمدة طويلة يقسم أن لحم الأحمقين أطيب لحم استمتع بطعمه واستلذه .
------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم2
---------------
الأميرة لؤلؤة وملك الغابة


كان يا ما كان في سالف العصر والزمان مملكة سعيدة يحكمها ملك عادل كان له من الأولاد أربعة صبيان وفتاة واحدة وكانت هذه الفتاة هي الأقرب إلى قلب والدها الملك.كان اسم الأميرة الصغيرة لؤلؤة كانت تتصف بالعناد وهي الصفة الوحيدة التي تمنى والدها أن تتخلص منها أميرته ولا تكبر معها،خصوصا أن العناد صفة تؤدي دائما بصاحبها إلى أمور غير محمودة عقباها.

إلا أن الأميرة لؤلؤة لصغر سنها لم تكن تتخيل بان أي مكروه سيلحق بها طالما هي في كنف ملك البلاد الذي يملك قوة ملك الغابة الذي سمعت عنه بالقصص التي ترويها لها مربيتها قبل النوم..

الأميرة لؤلؤة عرفت عن ملك الغابة انه يجلس بعرينه ولا يتحرك منه إلا إذا سمع نجدة من حيوان ضعيف من وحوش الغابة ،هكذا تصورت الأميرة الصغيرة ملك الغابة ..

ظنت انه كوالدها ملك البلاد فلطالما استغاث به الضعفاء من أبناء شعبه لحمايتهم ونصرتهم .

وفي يوم من أيام المملكة السعيدة أعلن الملك عن بدء الاحتفال السنوي الذي يقام في كل عام إيذانا ببدء رحلة الصيد السنوية التي يقوم بها الملك وأبناؤه الصبيان و خيرة الصيادين في المملكة.

احتفال هذا العام مختلف أيضا لان اصغر أبناء الملك من الصبيان الأمير مرجان سينضم للرحلة أول مرة خاصة وانه بلغ من العمر عشرة أعوام.

كان الأمير مرجان هو أكثر الإخوة المقربين لقلب أخته الصغيرة لؤلؤة .

في صباح اليوم التالي من الاحتفال الكبير الذي زين أرجاء البلاد بالسعادة بدأ الملك وحاشيته من الأمراء والوزراء والصيادين والجنود التأهب للرحلة.

في هذه الأثناء كانت الأميرة لؤلؤة تلتصق برداء والدها الملك وتترجاه باكية ان يصطحبها معه خاصة وان أخيها مرجان سيرافقهم في هذه الرحلة.

ابتسم الملك ضاحكا وقُبلها على جبينها قائلا : أعدك بان اصطاد لك أنا ومرجان غزالا صغيرا يكون صديقا جديدا لك.

وافهمها بان رحلة الصيد تقتصر على الرجال دون النساء لما فيها من خشونة ومشقة وتعب .

اصطحبتها المربية برفق بأمر من الملك إلى داخل القصر و ظلت الأميرة تبكي متشبثة بذيل رداء والدها الملك إلا أن أصابعها الطرية لم تقوى على التمسك بالثوب لفترات طويلة.

ومضى الركب برحلته …..

ظلت الأميرة الصغيرة تبكي و تبكي..مما أثار حنق والدتها عليها و أمرت المربية على الفور أن تذهب بها إلى غرفتها عقابا لها على عنادها وعدم انصياعها للأوامر..

ظلت الأميرة بغرفتها وحيدة تتنهد وتراقب موكب الملك وهو يمضي من نافذة غرفتها..

فجأة توقفت الأميرة لؤلؤة عن البكاء وطرأت على بالها فكرة بان تلحق بالموكب خاصة وأنهم لم يبتعدوا كثيرا، بان تقتفي آثار حوافر الخيول التي تجر عربة الملك وخيول الحاشية.

وبالفعل استطاعت أن تتسلل من غرفتها دون أن تلحظها والدتها الملكة أو مربيتها أو احد من الخدم إلى إسطبل الخيول واستطاعت أن تمتطي فرسها لؤلؤ وتتسلل خارج أسوار القصر دون أن يلحظها احد من الحراس

لا ن البوابات ما زالت مفتوحة.

مضت الأميرة لؤلؤة على ظهر فرسها مقتفية آثار الحوافر التي كانت واضحة وضوح الشمس البازغة في سماء البلاد.. وظلت تسير متتبعة الآثار إلى أن اعتراها التعب الشديد من حرارة الجو فجذبها صوت خرير المياه النابعة من النهر المنساب على مدخل الغابة فنزلت من على ظهر جوادها وشربت بكفيها الصغيرين ما روى عطشها وغسلت وجهها الصغير بماء النهر البارد لتهُمد الاحمرار الذي علا خديها الناعمين …

استلقت تحت ظلال شجرة كبيرة وعلى نغمات زقزقة العصافير وتضارب أوراق الشجر ونسمات الهواء الباردة الممتزجة برائحة الورود و الأعشاب العطرية راحت الأميرة في سبات عميق مستسلمة للنوم غافلة عن مهمتها باللحاق بآثار حوافر خيول موكب الملك حتى لا تضل الطريق …

فتحت الأميرة الصغيرة عيناها على السماء الزرقاء فلم تجدها ، لقد وجدت بساطا اسودا كبير يزدان بالنجوم اللامعة المتلألئة كتلألؤ دموعها التي راحت تنهمر من عينيها من شدة خوفها من سكون المكان وظلمته..

بدأت تشعر بالبرد الشديد.

و تتساءل عن سبب وجودها في هدا المكان الموحش وحيدة ؟

لم يخفف من انقباض قلبها الصغير سوى وجود فرسها لؤلؤ بالقرب منها

ظلت تبكي إلى أن اغرورقت عيناها بالدموع فأثقلت جفنيها الصغيرين واستسلمت للنوم مرة أخرى تحت حوافر لؤلؤ ….

نسجت السماء خيوط الصباح الأولى ، وداعبت أشعة الشمس وجنات وجهها .

استيقظت الأميرة الصغيرة وألقت تحية الصباح على جوادها لؤلؤ وامتطته عازمة على تتبع حوافر خيول الموكب الملكي الماضي في رحلة الصيد..

انقطع خط سير الموكب واختفى لان هناك العديد من الحيوانات التي مرت وطبعت أثارها فوق الحوافر.

في هذه اللحظة دب الرعب من جديد بقلب الأميرة الصغيرة...

لم تجد أي طريقة سوى الصياح بعلو صوتها وراحت تنادي على والدها ومرجان وبقية إخوتها … أبــــــــــــــــي ......مـــــــــــــرجــــــــان

في هذه الأثناء كان موكب الملك لا يبعد عن مكان الأميرة الصغيرة سوى بضعة أمتار لان الملك والحاشية كانوا يأخذون قسطا من الراحة عند ضفاف النهر وكان الأمير مرجان يجلس على حواف ضفته فجأة سمع صوت مرتجف ضعيف متقطع ينادي مرجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــان ! ! !

نهض من مكانه وراح يسترق السمع جيدا فسمع الصوت مرة أخرى ركض باتجاه والده الملك أبي أبي لقد سمعت صوت لؤلؤة تناديني ، ضحك الملك وكل افراد الحاشية على مرجان ، ربت الملك على كتف صغيره مرجان وقال له : ياعزيزي انا اعلم انك مشتاق للؤلؤة ولكن هل يعقل ان تصل لؤلؤة للمكان وأوضح له أنهم بالغابة وانهم بعيدون عن القصر كثيرا ولؤلؤة الصغيرة لا تتعدى تحركاتها غرف القصر وان طالت رحلتها تكون قد وصلت إلى الإسطبل لتطمئن على فرسها لؤلؤ .

اقتنع مرجان بكلام والده ورجع إلى ضفة النهر حيث كان يجلس ..

ولكن الصوت كان صوت الأميرة لؤلؤة..... كم هي مسكينة لؤلؤة...

خاب رجاؤها و ضعف صوتها ولم يسمعها احد ظلت تنادي إلى أن استجاب لندائها على غير ما كانت تتمنى دب ضخم كبير.

بدأ الجواد لؤلؤ يتراجع إلى الوراء و تعثر بحجرة أسقطت الأميرة الصغيرة من على ظهره فمد الدب يده ليلتقط جسدها الصغير بمخالبه.....

انقض الجواد لؤلؤ بكل بسالة على الدب حتى يشغله عن التقاط أميرته فغرس الدب أنيابه الحادة بظهر ه محدثا جروحا عميقة بها.

إلا أن الجواد استبسل بالدفاع عن اميرته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة ولكن بعد أن أرغم الدب على التراجع.

ومات الجواد لؤلؤ أمام أعين الأميرة وسط حالة من الهلع اعترت الأميرة الصغيرة بفقدانها لجوادها .

تساءلت الأميرة لؤلؤة عن مكان وجود ملك الغابة؟ وصارت تركض تبحث عن بيت ملك الغابة حتى يحميها من الوحوش المفترسة ويرجعها إلى بيتها استمرت بالركض بحثا عن بيت ملك الغابة ثلاثة أيام حتى انهار جسدها الصغير من التعب وسقطت على الأرض بعد ان خارت قواها وتجمعت حولها الغزلان والأرانب والسناجب تبكي على حالها .

وفجأة انفضت الحيوانات من حولها ما ان صدر صوت زئير ضخم ابتسمت الصغيرة ونهضت لأنها عرفت ان هذا صوت ملك الغابة تقدم نحوها الملك الضخم ..

انحنت أمامه تحية وإجلالا لمكانته

وقالت له :" أين أنت أيها الملك لقد بحثت عنك كثيرا

تعجب ( الأسد ) ملك الغابة وقال لها بحثتي عني انا ؟لماذا أيتها الصغيرة ؟راحت تسرد له حكايتها وكيف أن الدب المفترس قتل جوادها لؤلؤ وكاد ان يلتهمها .

اقترب منها الأسد ( ملك الغابة ) وقال لها أن الدب كان غبيا وأحمقا

قاطعته الأميرة الصغيرة : لقد كان شريرا أيها الملك لابد ان يلقى العقاب

رد عليها ملك الغابة : فعلا كان شريرا لأنه أراد أن يلتهم فريستي دون اذني

وكشر عن أنيابه لينقض عليها ويفترسها

صعقت الاميرة وصارت تصرخ مسكها بمخالبه ، انهارت الأميرة و شعرت بوخز انيابه في كتفها ....

وصاحت : لا لا لا اريد ان أموت

نهضت من نومها تنصبب عرقا وإذ هي تجد نفسها في غرفتها الجميلة وعلى سريرها الدائري حولها الملك ولكن ليس ملك الغابة!! وإنما والدها ملك البلاد ووالدتها وإخوتها ومن بينهم مرجان ومربيتها وكافة الحاشية يصطفون حولها ...

وصفق الجميع فرحين باستفاقة الأميرة لؤلؤة من نومها الطويل ..

احتضنتها والدتها وهي تبكي ....

حاولت الأميرة الصغيرة النهوض ولكنها لم تقوى ..

التفتت نحو والدها وسألته من أنقذني من أنياب ملك الغابة ؟؟؟ تعجب الملك ونظر إلى الأطباء اخبره احدهم انه تأثير الحمى يا مولاي .

نظرت إلى كتفها الصغير ووجدته متورم واحمر وقالت لامها هل ترين أنها آثار أنياب الأسد التي انغرست بكتفي ...

اقترب منها الملك وقبلها وقال لها أنها الإبرة يا عزيزتي أي أسد هذا الذي يجرؤ على إيذاء حبيبتي الصغيرة .

لم تفهم الأميرة لؤلؤة شيئا ونظرت إلى أخيها مرجان لعله يشرح لها ما يدور حولها ....

اقترب مرجان مبتسما وبيده يمسك الغزال الصغير الذي اصطاده مع والده الملك أثناء رحلتهما وقال لها هدا صديقنا الجديد جاء ليطمئن على حالك .

وقال لها : لقد وقعت فريسة للحمى بنفس اليوم الذي خرجنا فيه للرحلة و اشتد عليك المرض واستمر معك أسابيع عندها قررت أمنا الملكة إبلاغنا بحالتك الصحية وعلى الفور قرر ملك البلاد قطع الرحلة لعيون لؤلؤته الصغيرة لقد كان خائفا عليك .. وفي طريق عودتنا وجدنا غزالا صغيرا اصطاده الملك ليهديك إياه ، وضعناه بالإسطبل لينام مع لؤلؤ جوادك

فرحت الأميرة بوجود لؤلؤ و أيقنت أنها عاشت كابوسا طويلا ومرهقا أثقل رأسها الصغير..............

طلبت من والدها أن يحملها إلى الإسطبل لتطمئن على صديقها الوفي لؤلؤ ..

قالت الأميرة لؤلؤة وهي بين ذراعي والدها لن اعصي لك أمرا ولن أعاندك ابدآ..

وهنا ضحك الملك ضحكة كبيرة ملأت المكان وحمد الله كثيرا على سلامة ابنته الحبيبة والفرحة عمت المكان ..

وأمر الملك بإقامة احتفال كبير بمناسبة شفاء أميرته الصغيرة لؤلؤة …
----------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم3
-----------
التعاون


سكبت الأم الطعام في الصحون ، فاصطف الأبناء حول المائدة، وتناول كل واحد منهم طعامه ، وبعدها حملت مشاعل ولبنى صحنيهما الى المطبخ... وحملت الأم صحنها... وقامت مشاعل بجلي الصحون بالمطبخ ، في حين قامت لبنى بتنظيف المائدة... أما نزار فقد أكل....وشرب كوب ماء....ثم قام وغسل يديه، وعاد يجلس على أريكة وثيرة يتـثاءب بعد أن غلبه النعاس .
سألت لبنى نزارا : لماذا لا تحمل صحنك الى المطبخ وتغسله ؟؟
فأجابها نزار متسائلاً : ولماذا لا تحملينه أنتِ أو مشاعل أو أمي ؟
فقالت لبنى : ولكن صاحب الحاجة أحق بحملها .
قال نزار : الأعمال المنزلية من اختصاص النساء، وأنا رجل مثل أبي ، فأبي يعود من العمل الى البيت متعباً..... وينتظر حتى تعود أمي من عملها ، فتحضر الطعام ، ويأكل ، وينام بعد الغداء ليستريح... في حين تقوم أمي بجلي الصحون ، وكنس البيت ومسحه ، وغسل الملابس ، وتقوم بكل الاعمال المنزلية .
قالت لبنى : أمي تعمل وتتعب مثل أبي... وتعود الى البيت لتحضر لنا الطعام وكل ما نحتاجة، ومن حقها علينا أن نساعدها .
قال نزار : تعلمت في المدرسة أن أبي حازم حازم، وأمي مدبرة مدبرة.... وهكذا فإن عليها تدبير شؤون المنزل .
وهنا تدخلت مشاعل في النقاش وقالت: أمي تدبر شؤون المنزل، ولكنها انسانة مثلك ومثل أبي، ومن حقها علينا أن نساعدها.
قال نزار اذ ن ساعد يها أنت ولبنى .
قالت مشاعل ولبنى : نحن نساعدها وعليك أنت أيضاً أن تساعدها وعلى أبي أن يساعدها أيضاً .
قال نزار : قلت لكما أنني رجل مثل أبي، والرجال لا يقومون بالأعمال المنزلية.
كانت الأم تستمع لنقاش أبنائها مذهولة... وهنا تدخلت وقالت : يا أبنائي لا تنسوا أننا أسرة واحدة... وعلينا أن نكون متحابين... وأن نساعد بعضنا البعض ، فقال نزار : نعم نتعاون كل في مجال اختصاصه ، فللرجال أعمالهم وللنساء أعمالهن .
قالت الأم ساخرة : ما هي أعمال الرجال؟ وما هي أعمال النساء ؟
وقبل أن يجيب نزار علا صوت الاب من غرفة النوم قائلاً : يا امرأة ! لا تفسدي الولد ، نزار رجل، ويجب أن يبقى رجلاً !!
فقاطعته الأم قائلة : وهل أريده أن يكون غير ذلك ؟ انه ابني وفلذة كبدي، وأريده أن يكون رجلاً ناجحاً .
غضب الأب وقال : غدا سيكبر... وسيتزوج... ولا أريده أن يتعود على الأعمال المنزلية كي لا يكون محكوماً لامرأته ، واذا كنت حريصة على أبنائك فعلمي بناتك الأعمال المنزلية كي يسترهن أزواجهن عندما يكبرن ويتزوجن .
وفي هذه الأثناء شعرت مشاعل ولبنى بظلم الأب وانحيازه لنزار... فنزلت دموعهما على وجناتهما... فالتفتت اليهما الام وسألتهما عن سبب بكائهما .
فقالت مشاعل : أنا وشقيقتي لبنى سنساعدك يا أمي في أعمال البيت، لأنكِ أمنا، ونحن نحبك، وسنقدم أية خدمة لأبينا لأن طاعة الوالدين من طاعة الله ، أما نزار فلن نساعده لأننا نحبه... ولا نريد له أن يكون فاشلا في حياته... فالذي لا يتعاون مع زوجته وأبنائه وشقيقاته هو انسان فاشل ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " .
تأثر نزاركثيرا من كلام شقيقتيه لبنى ومشاعل وقال : وبما أنني أريد أن أكون خيراً ولأنني أحب أمي وشقيقاتي فإنني منذ الآن سأرتب سريري كل صباح... وسأغسل الصحون بعد الأكل ....وسأكنس البيت عندما يكون عندي وقت لذلك .
ضحكت شقيقتاه تأييداً له وقالت الأم : الله يرضى عليك يا بني ، وغضب الأب لأن في ذلك خروجاً عن تربيته
------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم4
-------------
الحمار الفيلسوف
عاد الثور الأسود إلى القبو متعباً من كثرة العمل، والفلاحة في الحقول. وجلس في زاوية القبو يزفر تعباً شاكياً.
وتطلع الحمار نحو الثور، وقال له:
- ما بك يا صديقي الثور لا تتكلم ولا تتحرك كأنك ميت..؟؟

قال الثور:
- إنني تعب جداً يا صديقي، فالأراضي واسعة والفلاح لا يرحم.

قال الحمار:
- ألا تستطيع الهرب منه، وعدم الذهاب إلى الشغل معه؟

فأجاب الثور:
- ومن يستطيع الهرب من الإنسان؟ ألا تراه كيف يسخِّرني لأعماله وحاجاته، وسيذبحني يوم لا يعود له مني نفع. ألديك حيلة تريحني من العمل؟

قال الحمار:
- تمارض اليوم ولا تأكل علفك، وعندما يأتي صاحبنا قبل طلوع الفجر، تظاهر بأنك لا تستطيع الوقوف أو السير، فيتركك ويمضي بدونك، فترتاح من هذا التعب الشديد.
وكان صاحبهما يفهم لغة الحيوان، فسمع كل ما دار بينهما من حديث.
وفي صباح اليوم التالي، نزل الفلاح إلى القبو، فوجد الثور نائماً ويتوجع. فتركه وأخذ الحمار بدلاً عنه.

وراح الفلاح يفلح طوال النهار على الحمار الذي تعب تعباً شديداً.
وعند المساء أعاده إلى القبو، وهو لا يستطيع حراكاً.

وتقدم الثور من الحمار يسأله عن صعوبات العمل، وحسن التدبير والاختيال.

فقال الحمار:
- يا صديقي الثور، سمعت صاحبنا الفلاح يقول لولده: "إذا بقي الثور هكذا مريضاً فسنذبحه قبل أن يموت". فالأفضل لك أن تأكل علفك وتعود إلى عملك.

ورضي الثور بهذا الحل.
فقال الحمار في نفسه:
- حقيقة، من تدخل فيما لا يعنيه نال ما لا يرضيه. ومن تقع حيلته عليه يكون حمـــاراً.
------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم5
-----------
الدب دبدوب

أنا دب صغير، بني اللون. أنا دبدوب: بطل؟ بطل؟! أنا بطل.. يعيش البطل! يعيش! يعيش! يعيش!

وفجأة سمع صوت أمه تناديه: دبدوب! يا دبدوب! أين أنت يا حبيبي يا دبدوب؟

أوه! هذه أمي! أنا واثق أن عندها مطلباً! يا ألله! كيف أستطيع أن أتهرب من تنفيذ مطلبها؟!

عادت الأم تناديه: تعال يا دبدوب! تعال حالاً ساعدني في حمل السلّم! إنه يكاد يسقط من يدي!

سلّم؟ وهل أنا متفرغ لمثل هذه الأعمال (لنفسه)؟، ثم لأمه: ماذا تريدين يا أمي؟

قلت أسرع! عجل! يكاد السلم يفلت من يدي ويحطم كل شيء..



دبدوب: حسنا! أنا قادم.. قال دبدوب.

الأم: أسرع! أسرع يا دبدوب!

دبدوب: قلت لك أنا قادم يا أماه.

وقع السلم، يسمع صوت وقوعه!

دبدوب: ما هذا؟ ماذا حدث يا أمي؟

الأم: ماذا حدث؟ سقط السلم وحطم كل شيء! أنا حين أناديك يا دبدوب أكون بحاجة ماسة جداً إليك! أتسمع ما أقول؟

دبدوب: ن..ن.. نعم يا أمي.. أنا أسمع..

الأم: ولماذا لم تأت حالا؟

دبدوب: اعتقدت أنك تطلبين مني عملاً أستطيع أن أنجزه بعد حين!

قالت الأم بغضب: دبدوب! تصرفاتك لا تعجبني أبداً.

دبدوب: أنا آسف يا أمي!

الأم: أنا آسف يا أمي؟ أليس عندك عبارة أخرى غير أنا آسف يا أمي؟ لقد سمعت هذه العبارة أكثر من مليون مرة. وبحياتك كلها لم تتعلم أن تلبي ندائي بسرعة!

دبدوب: أنا آسف يا أمي!

الأم: أرجوك لا تقل أنا آسف. قم وساعدني في جمع ما تحطم!

دبدوب: حالاً.. حالاً وسريعاً يا أمي!

قام دبدوب بمساعدة أمه وهو يعتذر ويعدها أنه سيلبي طلباتها في الحال، ولن يكون دباً مهملاً بعد الآن..

قال دبدوب لأمه: هذا وعد شرف يا أمي!

ضحكت الأم وقالت: ذكرتني يا دبدوب بقصة الدجاجة النشيطة.

دبدوب: ماذا فعلت الدجاجة يا أمي؟..

الأم: لماذا أحكيها لك أنا؟ دع الراوية تحكيها لك، وأنا أمثل معها الأدوار المطلوبة.

دبدوب: حسنا! أنا سامع..

حكيت الأم: عاشت دجاجة صغيرة مع بطة وإوزة. وكانت كل من البطة والإوزة مضرب مثلٍ في الكسل.

قالت الإوزة: لا، أنا لا يمكن أن ألبي طلبات الدجاجة دائماً.. فهي تطلب مني أن أقوم بأعمال وأعمال.. هذا كثير!

قالت البطة: وأنا أيضا.. لا أستطيع أن ألبي طلباتها! إنها كثيرة الطلبات!

وقالت الدجاجة: هه! ماذا سأعمل؟ أنا مضطرة أن أعمل كل شيء في المنزل! أمري للهَ!

وفي أحد الأيام سألت الدجاجة: من منكما تشعل لي النار؟

قالت البطة: نشعل النار؟ الحقيقة أنا البطة لا أقدر.

وقالت الإوزة: الصراحة.. أنا الإوزة.. لا أستطيع. أنا مشغولة.. هل أنا متفرغة لطلباتك؟

أجابتهما الدجاجة: كما تريدان، أنا أقوم بنفسي بإشعال النار.

(تنفخ).. ها قد أشعلت النار، والآن.. من منكما ستحضر الكعكة للفطور؟

أوه.. أنا البطة لن أحضر شيئا، فأنا مشغولة.

وأنا الإوزة لن أحضر شيئا، فأنا أيضا مشغولة.

أه.. لا بأس.. أنا أحضر الطعام.

وفعلاً، قامت الدجاجة بتحضير كعكة صغيرة للفطور.



وحين كانت تخبز الكعكة سألت الدجاجة: والآن.. من يعد المائدة منكما؟

أنا البطة أعتذر، لا يمكنني أن أعد المائدة، فأنا تعبة جداً، رأسي يؤلمني.

وأنا الإوزة لا أستطيع أن أعد المائدة، فأنا تعبة ورأسي يؤلمني.

لا بأس قالت الدجاجة.. أنا أقوم بإعداد المائدة بنفسي.

أعدت الدجاجة المائدة، وأنزلت الكعكة، ووضعتها في طبق، وحملتها إلى المائدة، ورتبت كل شيء، وسألت: والآن يا بطة، ويا إوزة، من يأكل هذه الكعكة؟

قالت البطة أنا آكل الكعكة!

قالت الإوزة آكل الكعكة.. آكلها كلها!

قالت الدجاجة: إنكما لن تأكلا منها شيئا!



قالت البطة والإوزة معا: إلى أين تأخذين الكعكة؟

أجابت الدجاجة: هذا أمر لا يعنيكما، لم تساعدني أي منكما فكيف أطعمكما؟

حملت الدجاجة الكعكة وذهبت بها إلى مكان بعيد وجلست لتأكلها. ولكن رائحة الكعكة كانت شهية للغاية، فشمها الثعلب كما شم رائحة الدجاجة، فأمسك بالدجاجة، فأخذت تصيح: أتركني، أتركني يا ثعلب! أرجوك!



وضعها الثعلب في كيس وحملها على ظهره وأخذها إلى البيت ليطعمها لأولاده. وراحت الدجاجة تفكر وهي في الكيس: أه، سأعطس.. هه! أين منديلي؟ كان في جيبي! (عطست)

ضحك الثعلب وقال: إنها سمينة.. لكنني تعبت.. فلأسترح قليلا هنا قرب الحجارة..

أنزل الكيس ووضعه على الحجارة واستراح قليلا، فيما كانت الدجاجة تقول: حين مددت يدي إلى جيبي لأبحث عن المنديل، وجدت المقص الذي أستعمله في الخياطة. إذن سأقص الكيس وأخرج منه وأضع مكاني حجرا. وهكذا فعلت.

حمل الثعلب الكيس إلى بيته ولم يعرف حقيقة ما جرى إلى حين فتح الكيس ووجد فيه حجراً بدلاً من الدجاجة!

في تلك الأثناء، كانت الدجاجة قد عادت إلى بيتها، وراحت تقول لرفيقتيها البطة والإوزة: أهكذا فعلتما؟ لم تساعداني، فأخذت طعامي بعيدا عنكما، وكاد يأكلني الثعلب لو لم أكن متيقظة!

قالت البطة: أنا آسفة يا صديقتي الدجاجة! من الآن فصاعداً سأفعل ما تطلبينه حالا، وسأساعدك لكي تبقي معنا.

وقالت الإوزة: أعذرينا! لن نكون خاملتين بعد الآن. سنعاونك دائما كي تبقي معنا.

دبدوب يضحك ويقول لأمه: كانت البطة والإوزة تفعلان كما أفعل أنا. صدقيني يا أمي، من الآن فصاعداً لن أتهامل، وسأحضر كل ما تطلبين مني لكي تبقي معي وأبقى أنا معك.

فرحت الأم وقالت: عافاك يا دبدوب يا أحلى وأطيب دب.
---------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم6
----------------

الديك العالم

قرأ الديك كركر كتبا كثيرة .. جمع مكتبة كبيرة ..
درس عالم الدجاج .. تاريخ الدجاج .. حضارة الدجاج .. فكر الدجاج ..
صار الديك كركر عالما خبيرا بشؤون الدجاج ..
اشتهر كركر في غابته والغابات القريبة والبعيدة ..
جاءت وفود الدجاج من أنحاء الغابات .. تريد أن تتعلم منه ..
إقترحت الوفود إنشاء جامعة برئاسة كركر ليعلم أبناء الدجاج ..
الغابة ازدحمت بالدجاج القادم من كل الغابات ..
حيوانات الغابة انزعجت من الدجاج .. تنادت الحيوانات لاجتماع عاجل ..
قالت الزرافة : لم أعد أحتمل .. الديوك تصيح بلا انقطاع .. أريد النوم ..
قالت السلحفاة : البيض .. البيض في كل مكان .. ليس هنالك مكان أستطيع الاستقرار فيه ..
قالت النعامة : أما أنا فمصيبتي كبيرة .. كلما وضعت رأسي في حفرة نقرت وجهي الكتاكيت الصغيرة …
قالت الغزالة : وأنا الغزال الرشيقة المشهورة بالقفز والركض لم أعد أستطيع التحرك .. أخشى أن أتعثر بدجاجة أو ديك أو كتكوت …
قالت البومة : يجب طرد جميع الدجاج وإذا كانوا يحبون الديك كركر فليأخذوه معهم ..
قالت الحيوانات مؤيدة : نعم .. نعم .. لنطردهم من غابتنا .. لنطردهم ..
هنا قالت الثعالب والذئاب متظاهرة بالعطف والحنان : ما أقسى قلوبكم .. أنتم لا تعرفون الرحمة .. تريدون طرد حيوانات مسالمة لأنها أرادت أن تتعلم .. تريدون أن تبقوا جهلاء طوال حياتكم …
علم الديك كركر بهذا النقاش .. نادى جموع الدجاج وقال : إن غابة تصبح فيها الثعالب خطباء الفضيلة وسائر الحيوانات عدوة للعلم لمكان لا يصلح للسكن .. سنغادر الغابة فورا ..
في اليوم التالي نامت الحيوانات طويلا لأن أحدا لم يوقظها .
-----------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم7
--------------
السلحفاة الذكية

كان هناك غابة جميلة يعيش سكانها في نظام ومحبة* ويتعاونون مع بعضهم البعض ويتجاورون في مودة وإخاء* وفي يوم من الأيام خرجت الحيوانات تفتش عن طعامها في كل أنحاء الغابة* وتجدّ في سعيها في هدوء وأمان.
وإذا بصوت الأسد يزمجر بالغابة ويملؤها رعباً* فخافت الحيوانات وتركت ماكانت تبحث عنه* وصار همها أن تتوارى عن أعين الأسد الغاضب والجائع.


وبينما كان الأسد يقفز من مكان لآخر بحثاً عن طعام يسكت فيه جوعه* وجد سلحفاة صغيرة لم تستطع الاختباء لأنها بطيئة الحركة* فأوقفها الأسد وقال لها: أليس في الغابة حيوان أكبر منك يسكت جوعي؟
فقالت السلحفاة: إنني ياسيدي الأسد مسكينة فجميع الحيوانات تستطيع الاختباء إذا داهمها خطر أما أنا فلا.
فقال لها الأسد:اسكتي أيها الصغيرة* سآكلك رغماً عنك فإنني لم أجد أرنباً أو غزالاً* ووجدتك في طريقي فهل أتركك وأنا أتضور جوعاً?؟؟


فقالت السلحفاة:إنك لن تشبع ياسيدي إذا أكلتني* بل على العكس سيتحرك الجوع فيك أكثر.
فصاح فيها الأسد: لن تستطيعي إقناعي* سآكلك يعني سآكلك. فردت عليه السلحفاة بأسى: رضيت بما قدره الله لي ولكن قبل أن تأكلني لي عندك رجاء. فقال لها الأسد: ماهو؟ فأجابته السلحفاة: لا تعذبني قبل أكلي* فإني أرضى أن تدوسني بقدميك* أو أن تضربني بجذع شجرة ضخمة...ولكني أرجوك ألا ترميني بهذا النهر.


فضحك الأسد وقال لها: سأفعل عكس ما طلبت مني* بل سأرميك أيتها المخلوق الحقير... فتظاهرت السلحفاة بالبكاء والخوف* فأخذها الأسد ورمى بها في النهر* ولكن السلحفاة الذكية ما لبثت أن ضحكت وقالت للأسد: يالك من حيوان غبي ألا تعرف أنني أعيش في الماء ولا أخاف منه لأني أجيد السباحة؟
ليس العبرة في ضخامة الأجسام وإنما العبرة في فطنة العقول* وهكذا استطاعت السلحفاة أن تنجو من الأسد بفضل ذكائها.
-----------------------------------------------------------------------------------------------



يتبع













Admin
Admin

عدد المساهمات : 868
نقاط : 2025
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

https://dream.forumpalestine.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

أروع قصص للأطفال Empty أروع القصص

مُساهمة  Admin الجمعة فبراير 11, 2011 3:03 pm

القصة رقم8
--------------
الشجرة والنهر والعصفور


سال النهر صديقته الشجرة:
- لماذا أنت حزينة؟

أجابت الشجرة:
- أوه، كيف عرفت؟

قال النهر:
- عندما مرت الريح، قبل قليل، لم ترقص أوراقك وأغصانك رقصتها الجميلة، أخبريني لماذا أنت حزينة؟ ألست صديقك؟ والصديق لا يخفي عن صديقه أي شيء!

اهتزت أوراق الشجرة، ومال غصن حتى كاد يلامس صفحة النهر قالت:
- كل الأشياء تتحرك، أنت تمضي من مكان إلى مكان، ترى الدنيا وتشاهد الناس، والحيوانات... ولك.. كل شيء، أما أنا فجذري مغروس في الأرض، ثابتة في مكاني، لا أتحرك، أنا حزينة أيها النهر، حزينة لأنني بدأت أحس بالملل والضجر.

استمع النهر إلى صديقته الشجرة بانتباه، ومودة وقال لها: سأحاول أن أساعدك، فلا تحزني، عليّ الآن أن أواصل مسيري في مجراي حتى أصل إلى الوادي الكبير ثم إلى البحر، يجب أن لا أتاخر، فالكثيرون في انتظار وصولي! وداعا.

منذ ذلك اليوم، امتنعت الشجرة عن امتصاص المياه والطعام، فبدأ الشحوب والاصفرار على الشجرة، ولم تظهر براعم جديدة لأية زهرة. وهذا ما لم يحدث من قبل للشجرة.

حزن النهر كثيرا على صديقته، التي كان يراها تزداد اصفرارا يوما بعد يوم، ولكنه لم يستطع أن يفعل شيئا في البداية، فقد كان عليه أن ينحدر إلى الوديان، ويسير بين القرى لسقي الأرض، ويعطي المياه للكائنات.

فيما كانت حياة النهر تهدر ببطء من إحدى الصخور، وقف عصفور على قمة صخرة، وصاح:
- ما بالك أيها النهر تبدو حزينا على غير عادتك؟ أين سرعتك؟ وأين صوت خريرك الجميل؟

دعني أصغي إليك، فلقد تعلمت منك لحنا جميلاً، أحبه زملائي العصافير في الغابة، فلماذا لا تسمعني خريرك الجميل؟
صمت النهر قليلا.
ثم أصدر صوتا جميلا مليئا بالحزن، وأخبره بحكاية صديقته الشجرة.

هز العصفور جناحيه ورفع رأسه وزقزق طويلا، وقال:
- لدى فكرة أيها النهر الصديق!

ثم طار وهو يقول : " ستعرف غدا كل شيء"

وفي اليوم التالي، اصطحب العصفور كروان مجموعة من العصافير: حساسين وبلابل وكناري، وحطوا جميعا على الشجرة.

قال العصفور كروان صديق النهر:
- أيتها الشجرة جئنا إليك من كل الغابات، ومن أعالي الجبال، فالنهر قد أخبرنا وهو صديق كل الطيور، وأنت أيتها الشجرة جميلة، مليئة بالأغصان، ولا نريد أن تحمل أغصان أية أوراق صفراء فهل تقبلينا أصدقاء لك؟

فرحت الشجرة بأسراب العصافير والطيور وهتفت:
- أجل، فكيف أكون صديقة لكم؟

قال العصفور كروان، بينما كان الجميع يزقزقون، وينشدون بفرح:
" نحن نسكن بلادا بعيدة، وقد جاء الشتاء وستساقط الثلوج، ويشتد البرد، فهل تسمحين لنا بالإقامة بين أغصانك لتعطينا دفئك الجميل ولنضع البيض في أعشاشنا؟

أضاف الكناري الصغير:
- ونربي صغارنا- أفراخنا بين أغصانك.

أكمل السنونو:
- وكلما طرنا، وعدنا، وسنروي لك ما نشاهده في الدنيا، سنغني لك ونشدو، ونغرد ونزقزق، ونحكي لك كل شيء عن الدنيا.

فرحت الشجرة كثيراً، وضمت أغصانها في حنان على أصدقائها العصافير وقالت:
- سأحميكم من الرياح، ومن أشعة الشمس حين تشتد حرارتها.

فرحت الشجرة، فرح النهر، خرجت العصافير، وبدأت تشدو وتغرد وعاد النهر يواصل خريره الجميل، ويواصل سيره إلى الوديان والحقول، والقرى، ويسقي من مياهه الأشجار والكائنات.
-------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم9
-------------
الشيخ العجيب
في العُطلَةِ الصَّيفِيَةِ المَاضِيَةِ زَارَ سَـليِمٌ عَمَّهُ في الرِّيفِ ، وَعَاشَ مَعَهُ أَيَامًا مُمْتِعَةً،ثُمَّ كَتَبَ عَنْهُ قَائِلاً:

ـ عَمِّي صَالِح رَجُلٌ سَعيدٌ، حَياتُهُ عَمَلٌ واجتِهَادٌ، وَأيَّامُهُ أفْرَاحٌ وأعْيَادٌ...

عَمِّي صَالِـح يَسْكُنُ القَريَةَ التي وُلدَ بِهَا،مَحْبُوبٌ عِنْدَ سُكَّانِ بَلْدَتِهِ لأنَّهُ لطِيفُ المُعَاشَرَةِ،حُلوُ الكَـلامِ،كَثِيْـرُ الابْتِسَـامَةِ.يَعِيْشُ حَيَاةً عَجِيبَةً غَرِيبَةً، لَكِنَّهَا مُمْتِعَةٌ هَادِئَةٌ...

لَوْ تَسأَلُهُ:

- مَاهِي سَاعَتُكَ؟

يُجيبُكَ عَمِّي صَالِح في زَهْوٍ:

- دِيكٌ يَصِيـحُ وَقْتَ الفَجْرِ وَالظُّهْرِ، وَظِلٌّ أرَاهُ مَعِي يَمْشِي كُلَّـمَا طَلَعَ البَدْرُ أوْ ظَهَرَتِ الشَّمْسُ...

عَمِّي صالِـح يَسْمَـعُ الأغَـاِني الجَمِيلَـةَ مِنْ صَـوْتِ العَصَافِيِـر نَهَـارًا، وَنَقِيـقِ الضَّفَادِعِ لَيْلاً...وَيُتَابِعُ أخْبَـارَ الدُّنْيَـا عَبْرَ أمْوَاجِ الطَّبيِعَةِ وَ عَلَى شَاشَةِ الأرْض ،فيرَى مُعْجِزَاتِ الكَـوْنِ وهُوَ يَتَأمـلُ مَـمْلَـكَةَ النَّـحْلِ،

وَمَسِيرَاتِ جُيُـوشِ النَّمْلِ، فَهَـلْ يَحْتَـاجُ عَمِّي صَالِح إلى مِذْيَـاعٍ أو تِلْفَازٍ؟!

عَمِي صَالح فَـلاَحٌ نَشِيْـطٌ، رِيَّاضِـيٌ يَجْـرِي في سُرْعَـةِ البَرْقِ فيَسْتَنْشِقُ الهَواءَ النَقي، لَهُ صَوْتٌ كَالرَّعْدِ وَقُـوَّةٌ كَالأسَدِ.

لـَمْ يَزُرْ طُولَ حَيَاتِهِ طَبِيبًا لأنَّهُ سَلِيمُ الجِسْمِ وَالعَقْلِ... وَإذَا أَصَابَهُ دَاءٌ يُعَالِجُ بِرَحِيقِ الزَّهْرِ وَبُذُورِ الأعْشَابِ وَعَسَلِ النَّحْلِ.

حَقًّا إنَّهُ طَبِيْبُ نَفْسِهِ كَمَا قَالَ...!!

كُلَّ مَسَاءٍ تُهْدِيهِ دَجَاجَتُهُ الحَمْـرَاءُ بَيْضًاشَهِيـًّا، يَجِـدُهُ في مَحْضَـنِ التِّبْنِ،

وَحَدِيقَتُهُ الخَضْرَاءُ تُطْعِمُهُ خُضَـرًا وَفَوَاكِهَ،وَزَوْجَتُـهُ الزَهْرَاءُ تُهْدِيِهِ خُبْزًا يَدَوِيًا لَذِيذًا.

سَأَلتُهُ مَرَّةً:

- عَمِّي صَالِح مَاهُوَ عُنْوَانُ مَنْزِلِكَ؟

نَظَرَ نَحْوِي مُبْتَسِمًا، ثُمَّ قَالَ:

-أسْكُنُ حَدِيقَةَ الحُبِّ، فِي شَارِعِ الـحُرِّيَةِ، حَي السَّـعَادَةِ، بَلَـدِيَة العَـصَافِيرِ، وِلايَةَ الاجْتِهَادِ،جُمْهُورِيَّة السَّلاَمِ.

وَسَأَلتُهُ عَنْ رَقْمِ مَنْزِلِهِ فَأَجَابَنِي:

إِنَّ رَقْمَ بَيْتِي يَتَغَيَّرُ كُلَّ مَسَاءٍ حَسْبَ عَدَدِ حَبَّاتِ العَرَقِ التِي تَتَصَبَّبُ مِنْ جَبِيِنِي أَثْنَاءَ عَمَلِي خِلاَلَ كَامِلِ النَّهَارِ .

ضَحِكْـتُ لِكَلاَمِ عَمِّي صَالِـح فَضَمَّنِي إلى صَـدْرِهِ وَقَبَّـلَنِي ،ثُمَّ قَـدَّمَ لِي

بَاقَةَ أَزْهَارٍ وَسـلَّةَ فَـوَاكِه مِنْ ثِمَارِ حَدِيقَتِهِ.

إِنَّهُ عَمِّي صَالِح .... وَإِنَنِي أُفَكِرُ فِي العَيْشِ

مِثْلهُ..... وَسَأَفْعَلُ.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم10
-----------
الغراب غضبان
عاد الغراب غضبان إلى الغابة،وكان غاضباً جداً، فجاءت الحيوانات تسلّم عليه.
سأل الغزال صديقه الغراب عمّا رآه، فردّ بحزنليتني ما ذهبت ولا رأيت ما رأيت).
تعجّبت الحيوانات من كلام الغراب،وسأله الأسد غاضباً:

(ماذا رأيت?، تكلّمْ بسرعة).
هزّ الغراب رأسه أسفاً وقال:

(لم يعد الإنسان يحتاج إلينا).
أحتجّ الحمار ونهق بغضبمستحيل، إنني أحمل الإنسان، وأنقل أحماله، وأحرث أرضه منذ آلاف السنين).
فقال الغراب:
(إنهم يركبون السيارات والطائرات، ويحرثون الأرض بمحراث كبير اسمه"التراكتور").
رفرفت الحمامة بجناحيها وقالت:

(إنهم لا يستطيعون الاستغناء عني، فأنا أنقل لهم رسائلهم إلى الأماكن البعيدة منذ آلاف السنين(.
التفت الغراب إلى الحمامة وقال:

(إنهم ينقلون رسائلهم بواسطة طائرات سريعة تطير في الجوّ).
نفض الديك ريشه وقال:

(أمّا أنا فلا أظن أن الإنسان يستغني عنّي إني أوقظه بصوتي الجميل كل صباح).
ردّ غضبان:

(أنت مخطئ يا عزيزي الديك، فقد اخترع الإنسان آلة اسمها السّاعة، توقظه متى شاء).
زأر الأسد بقوة وتساءل:

(ألا يحتاجون إلينا بشيء?!).

فرد غضبان:

(إنهم يأكلون لحوم بعضنا، ويصنعون من جلودنا الثياب والأحذية).

ثارت الحيوانات في ذلك اليوم، وصارت تهرب من الإنسان أينما تراه.
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم12
-----------

الفيل الصغير
كان الفيل فلفول يعيش مع والديه ماما فيله وبابا فيل .. وفي كل يوم يخرج من البيت ليلعب مع أصدقاءه المعزه ميمي والغزاله لولو ولكن ميمي كانت كلما تراه تقول : وصل اللحم والشحم أو تقول وصل السمين فتسخر منه .. وكان فلفول يتأثر بكلامها فيحزن .. وعندما يعود إلى البيت يقول لأمه : أمي لماذا أنا سمين فتقول ماما فيله : لست سمين يا حبيبي إنما خلقك الله بهذا الشكل الجميل

ولم يقتنع فلفول بكلام أمه فكان دائما حزين من سخرية المعزه ميمي .. وكان دائما يعيد السؤال نفسه على أمه وفتقول له نفس الجواب ولكن هذه المره أجابه بابا فيل فقال: لماذا تسأل أمك السؤال نفسه كل يوم ما الذي يزعجك في حجمك .. فقال : أن المعزة ميمي تسخر مني فتقول يا سمين ..فضحك الأب وقال: يا فلفول إنك لست سمين إن الله خلقك بهذا الحجم لتكون قوي لا تقدر عليك الحيوانات المفترسة .. وإذا مشيت في الطريق تخاف من أقدامك الحيوانات فتبتعد كي لا تدوسها .. لأن قوتك تكمن في أقدامك فيجب أن تحمدالله الذي خلقك بهذا الحجم وهذه القوه فقال فلفول: هل يعني هذا أنني لست سمين ولكن هذا هو حجمي الحقيقي فقال الوالد : نعم يا فلفول وإذا عايرتك المعزه ميمي قل لها أنك لست سمين وهذا هو حجمك لتكون قوي .. وفي اليوم التالي ذهب فلفول لأصدقاءه فرحا ففاجأته ميمي بكلامها الجارح فقال لها : أنا لست سمين إنما خلقني الله بهذا الحجم لأدوسك ففزعت ميمي وتراجعت للخلف فضحك فلفول وقال لها : لا تخافي أنا لا أدس على أصدقائي ولكن أدوس على الحيوانات المفترسه وتابت ميمي من طبعها السيء وصارت تحترم صديقها فلفول ..
-------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم13
-----------------
الكتكوت المغرور



صَوْصَوْ كتكوت شقي، رغم صغر سنه يعاكس إخوته، ولا يطيق البقاء في المنزل، وأمه تحذره من الخروج وحده، حتى لا تؤذيه الحيوانات والطيور الكبيرة.

غافل صَوْصَوْ أمّه وخرج من المنزل وحده، وقال في نفسه : صحيح أنا صغير وضعيف، ولكني سأثبت لأمي أني شجاع وجرئ.

قابل الكتكوت في طريقه الوزّة الكبيرة، فوقف أمامها ثابتاً، فمدّت رقبتها وقالت : كاك كاك.



قال لها: أنا لا أخافك .. وسار في طريقه.

وقابل صَوْصَوْ بعد ذلك الكلب، ووقف أمامه ثابتاً كذلك .. فمدّ الكلب رأسه، ونبح بصوت عال: هو .. هو ..، التفت إليه الكتكوت وقال: أنا لا أخافك.



ثم سار صَوْصَوْ حتى قابل الحمار .... وقال له: صحيح أنك أكبر من الكلب، ولكني .. كما ترى لا أخافك! فنهق الحمار: هاء.. هاء ..! وترك الكتكوت وانصرف.



ثم قابل بعد ذلك الجمل، فناداه بأعلى صوته وقال: أنت أيها الجمل أكبر من الوزة والكلب والحمار، ولكني لا أخافك.



سار كتكوت مسروراً، فرحان بجرأته وشجاعته، فكل الطيور والحيوانات التي قابلها، انصرفت عنه ولم تؤذه، فلعلها خافت جُرْأته.

ومرّ على بيت النحل..

فدخله ثابتاً مطمئناً، وفجأة سمع طنيناً مزعجاً، وهجمت عليه نحلة صغيرة، ولسعته بإبرتها في رأسه، فجرى مسرعاً وهي تلاحقه، حتى دخل المنزل، وأغلق الباب على نفسه.

قالت أم صَوْصَوْ له : لا بد أن الحيوانات الكبيرة قد أفزعتك . فقال وهو يلهث : لقد تحديت كل الكبار، ولكن هذه النحلة الصغيرة عرفتني قدر نفسي
----------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم14
--------------
النحلة الكسول

قررت إحدى النحلات عدم العمل فقد زهقت من كثرة العمل ودائماً تشكو وتئن من كثرة المجهود الذي تبذله كل يوم في رحلتي الذهاب والعودة لجمع الرحيق ، كما أنها دائماً كانت تقول لزميلاتها :- إننا نتعب من أجل الآخرين ولا نستفيد شيئاً .

كانت زميلاتها ينظرن إليها باندهاش واستغراب شديدين ولا يردن عليها بشيء ويواصلن عملهن بجد واجتهاد .

ابتكرت النحلة حيلة جديدة للهروب من العمل ؛ فكانت تخرج كل يوم مع السرب ، وتتظاهر بأنها تجمع الرحيق من الأزهار وتمتصه بجدية وحماس ، ولكنها كانت تذهب إلى صديقتها الفراشة تجلس معها على أطراف إحدى وريقات الورد الذي يملأ الحديقة ويتبادلا الأحاديث والنقاش حتى إذا ظهر السرب عائداً إلى الخلية تسرع ؛ لتنضم إليه وتدخل مع زميلاتها إلى الخلية وتتظاهر بأنها تضع الرحيق الذي جمعته في المكان المخصص لها في الخلية .

كانت صديقتها الفراشة تنصحها كثيراً بضرورة العمل والجد والاجتهاد وإنه لا فائدة من حياتها بدون عمل فكانت النحلة الكسول تعنفها بشدة وتقول لها :- وأنت ماذا تعملين ؟!! إنك تتجولين في الحقول والحدائق ولا عمل لك.

كانت الفراشة تقول لها :- كل شئ مخلوق في الكون له عمل معين ، وإن الله سبحانه وتعالي وزع هذه الأعمال حسب مقدرة كل مخلوق .

قالت لها النحلة:- كيف ؟!

قالت الفراشة :- انظري إلى هذا الحمار الذي يسير هناك أنه يتكبد من المشقة والتعب أكثر من أى مخلوق آخر، ولكن طبيعته التي خلقه بها الله تساعده على التحمل والصبر، كما أن الخالق عز وجل منحة حكمه العطاء بسخاء للآخرين ودون انتظار المقابل ، كذلك انظري إلى هذا الطائر الجميل الذي يقف علي فرع الشجرة التي بجوارك إن الخالق أعطاه منقاراً طويلاً حتى يستطيع أن يلتقط الديدان من الأرض لينظفها وهو بذلك يقدم خدمة عظيمة للفلاح ولنا نحن أيضاً .

قالت النحلة بتعجب :- وما هذه الخدمة العظيمة التي يقدمها لنا هذا الطائر ؟

قالت الفراشة :- لولا نظافة الأرض التي يقوم بها هذا الطائر لمات الزرع ولن نجد حتى هذه الوردة التي نقف عليها الآن ، كذلك انظري إلى هذه البقرة الرابضة أسفل الصفصافة المزروعة على حافة " الترعة " وكيف أن الإنسان يهتم بها ويقدم لها الغذاء المناسب في ميعاده وينظفها ويعمل على راحتها كل هذا من أجل العطاء الكثير الذي تعطيه له فهي تعطيه اللبن الذي يصنع منه الزبد والجبن ويشربه أيضا ، والبقرة تفيد الإنسان كثيراً حيث أنها من الممكن أن تلد له صغاراً يستفيد منها كثيراً وفوق كل هذا فهي تمده باللحم الطازج الذي يعشقه الإنسان.

النحلة فاغرة فاها من كلام الفراشة .. والفراشة تواصل حديثها إليها :- - ولماذا تذهبين بعيداً انظري إلى زميلاتك وهاهن عائدات من رحلتهن اليومية إن واحدة منهن لم تشك يوماً، ولم تتمرد على حياتها ، أو على الخُطة التي وضعها الخالق لها ولحياتها .

كانت النحلة تصُم أذنيها عن الاستماع إلى نصائح صديقتها الفراشة وكانت تتهمها دائماً بأنها تقول لها هذا الكلام حتى لا تجلس معها ولا تنعم بالراحة التي تعشقها .

تركت النحلة الفراشة مسرعة حتى تلحق بالسرب وهو عائد إلى الخلية .

ذات صباح وبينما السرب في الخارج كانت ملكة الخلية تتابع العمل داخل الخلية وتتفقد الخلايا المخصصة لوضع العسل ؛ فاكتشفت أن الخانة المخصصة للنحلة الكسول خالية تماماً ولا يوجد بها أي نقطة عسل .عندما عاد السرب استدعت الملكة النحلة إلى خانتها الكبيرة داخل الخلية وعنفتها بشدة وزجرتها وقالت لها :- كيف تخرجين مع السرب وتعودين كل يوم ولا يوجد في خانتك ولا نقطة عسل واحدة ؟

قالت النحلة وهي منكسة الرأس :- إنني لا أجد وروداً في الحدائق وبالتالي لا أجد رحيقاً امتصه وأحوله إلى عسل ؛ لذلك لا يوجد في خانتي أي عسل .

فكرت الملكة قليلا وهمست بينها وبين نفسها :- كيف هذا الكلام وخانات كل زميلاتها في السرب مليئة بالعسل لاشك أن هذه النحلة تكذب. ولكي تتأكد الملكة بأن النحلة تكذب فقد كلفت إحدى النحلات-المكلفات بحراسة الخلية -بمراقبة النحلة الكسول وموافاتها بأخبارها أولا بأول .

في الصباح وكالعادة خرج السرب لجمع الرحيق تتبعته نحلة المراقبة من بعيد لكي تراقب النحلة الكسول وعرفت ماذا تفعل كل يوم !! فأخبرت الملكة بذلك .انفجرت الملكة غيظاً وواجهت النحلة بكل ما تفعله فقالت لها :- أين كنت اليوم ؟

ردت النحلة بثقة :- كنت مع السرب أجمع الرحيق .

قالت الملكة :- أين الرحيق الذي جمعتيه ؟

قالت النحلة بلا مبالاة :- الرحيق ! أي رحيق ؟إن اليوم مثل كل يوم لم أجد وروداً و…

قاطعتها الملكة بحدة وقالت لها:- -إنك تكذبين .

شعرت النحلة أن سرها انكشف وحاولت تبرير موقفها لكن الملكة واجهتها بكل ما لديها من معلومات حيث أنها تذهب كل يوم إلى صديقتها الفراشة وتجلس معها طول رحلة جمع الرحيق ثم تعود مع السرب ظناً منها أن أحداً لن يكتشف الأمر …

انكسرت عيناها ونظرت إلى الأرض ، زرفت دمعة من عينيها ، لكن كل ذلك لم يثن الملكة عن الحكم الذي أصدرته ضدها حيث حكمت عليها بالحبس في الخلية وعدم مغادرتها مطلقاً.

نفذت النحلة الكسول حكم الملكة دون معارضة حيث لا مجال للمعارضة لأي كلمة تقولها الملكة . مر يوم ومر آخر … ومرت أيام حتى شعرت النحلة بالملل من كثرة الجلوس كما أنها ضاقت بالحبس وبالخلية كلها ؛ فلم تجد شيئاً تتسلى به سوى متابعة زميلاتها في رحلة الذهاب والعودة كل يوم ، كما أنها فوجئت أن الكل داخل الخلية يعمل حتى الملكة نفسها تعمل بجد واجتهاد وتوزع المهام ، كذلك طاقم النظافة يقوم بعمله بهمة ونشاط ،وأيضاً طاقم الحراسة وكذلك الوصيفات يعملن بدأب مستمر. الجميع داخل الخلية يعمل ويعمل ولا أحد يشكو ولا أحد يجلس بدون عمل . شعرت النحلة الكسول بالخزى من موقفها ، وندمت على ما فعلت ولكن بعد فوات الأوان فقد طال عليها الحبس واشتاقت للتحليق والطيران والانطلاق ، لكنها لا تستطيع أن تفعل هذا الآن .

ظلت النحلة في الحبس حتى ضعفت وهزل جسدها ومرضت مرضاً شديداً كاد أن يهلكها لولا أن الملكة أصدرت حكماً بالعفو عنها بعد أن تعاهدت النحلة أنها لن تعود مرة أخرى إلى مثل هذا العمل ؛فعادت النحلة إلى الطيران والتحليق وجمع الرحيق ، وأخذت تعمل وتعمل بجد واجتهاد كل يوم حتى دبت الحياة مرة أخرى في جسدها الصغير وشعرت بقيمتها وأهميتها في الحياة وفي الخلية أيضاً ليلى و العصفور السجين

ان القفص معلقا على الجدار .. داخل القفص كان العصفور ذو الريش الحلو الجميل يقف حزينا كئيبا .. بين الحين والحين كانت نظراته ترحل في الفضاء الواسع باحثة عن صديق ، وفي كل مرة كان هناك عصفور يمر معلنا عن فرحه بالانطلاق والحرية .. ولأن العصفور كان حزينا فلم ينتبه لتلك التحيات التي كانت العصافير تلقيها مزقزقة من بعيد .. قال يخاطب نفسه : رحم الله ذلك الزمن الذي كنت فيه حرا طليقا مليئا بالنشاط ، لكن هذا الصياد الذي لن أنسى وجهه ، سامحه الله ، تسبب في وضعي حبيسا هكذا .. ماذا جنى من كل ذلك .. تابع العصفور يحدث نفسه : لكن هذه البنت ليلى، لا أنكر أنها طفلة محبوبة ، إنها تعاملني أحسن معاملة ، ولكن تبقى الحرية هي الأغلى في العالم كله ..

في هذا الوقت تحديدا أتت ليلى ووقفت أمام القفص وقالت :

- كيف حالك يا صديقي العزيز .. أتدري لقد اشتقت إليك ، تصور لا تمر دقائق إلا وأشتاق إليك ، أنت أغلى الأصدقاء أيها العصفور الحبيب .. ما رأيك أن أقص عليك اليوم قصة الملك ديدبان والأميرة شروق ؟؟ ..

كان العصفور في عالم آخر ، لم يجب بحرف واحد .... استغربت ليلى وقالت :

- ماذا جرى أيها العصفور ، كأنك لم تسمع شيئا مما قلت ، أنت الذي طلبت مرات ومرات أن تعرف شيئا عن الأميرة شروق ، تقف الآن ولا تقول أي شيء .. ماذا بك أيها العصفور ، هل أنت مريض أم ماذا ؟؟..

نظر العصفور إليها مهموما حزينا وقال :

- أتدرين يا صديقتي ليلى إنني أكره حياتي السجينة في هذا القفص.. ما هذه الحياة التي لا تخرج عن كونها قفصا صغيرا ضيقا .. أين الأشجار والفضاء والأصدقاء من العصافير .. أين كل ذلك ؟؟ كيف تريدين أن أكون مسرورا ، صحيح أنني أحب سماع قصة الأميرة شروق ، لكن حريتي أجمل من كل القصص ..

قالت ليلى حائرة :

- نعم يا صديقي لا شيء يعادل الحرية .. لكن ماذا أفعل .. أنت تعرف أن الأمر ليس بيدي !!.

قال العصفور غاضبا :

- أعرف يا ليلى ، لكن أريد أن أسألك ماذا يجني أبوك من سجني ؟؟ أنا أحب الحرية يا ليلى ، فلماذا يصر والدك على وضعي في هذا القفص الضيق الخانق؟؟.. إنني أتعذب يا ليلى ..

بكت ليلى ألما وحزنا ، وركضت إلى غرفة والدها .. دخلت الغرفة والدموع ما تزال في عينيها .. قال والدها :

- خير يا ابنتي .. ماذا جرى ؟؟

قالت ليلى :

- أرجوك يا أبى ، لماذا تسجن العصفور في هذا القفص الضيق ؟؟..

قال الوالد متعجبا :

- أسجنه ؟؟ .. ما هذا الكلام يا ليلى ، ومتى كنت سجانا يا ابنتي؟؟..كل ما في الأمر أنني وضعته في القفص حتى تتسلي باللعب معه .. لم أقصد السجن ..

قالت ليلى :

- صحيح أنني أحب العصفور ، وانه صار صديقي ، لكن هذا لا يعني أن أقيد حريته .. أرجوك يا أبي دعه يذهب ..

قال الوالد ضاحكا :

- لا بأس يا ابنتي سأترك الأمر لك .. تصرفي كما تشائين .. لا داعي لأن أتهم بأشياء لم أفكر بها.. تصرفي بالعصفور كما تريدين.. لك مطلق الحرية .. أبقيه أو أعطيه حريته .. تصرفي يا ابنتي كما تشائين ..

خرجت ليلى راكضة من الغرفة .. كانت فرحة كل الفرح ، لأن صديقها العصفور سيأخذ حريته .. وصلت وهي تلهث ، قالت:

- اسمع أيها العصفور العزيز . اسمع يا صديقي .. سأخرجك الآن من القفص لتذهب وتطير في فضائك الرحب الواسع .. أنا أحبك ، لكن الحرية عندك هي الأهم ، وهذا حقك ..

أخذ العصفور يقفز في القفص فرحا مسرورا .. قال :

- وأنا أحبك يا ليلى ، صدقيني سأبقى صديقك الوفي ، سأزورك كل يوم ، وسأسمع قصة الأميرة شروق وغيرها من القصص ..

صفقت ليلى وقالت :

- شكرا يا صديقي العصفور .. لك ما تريد .. سأنتظر زيارتك كل يوم .. والآن مع السلامة ..

فتحت باب القفص ، فخرج العصفور سعيدا ، وبعد أن ودع ليلى طار محلقا في الفضاء ..

وكان العصفور يزور ليلى كل صباح وتحكي له هذه القصة أو تلك، ويحكي لها عن المناطق التي زارها وعن الحرية التي أعطته الشعور الرائع بجمال الدنيا
---------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم15
-------------
النرجسة المغرورة


في صباح يوم جميل غزلت السماء الزرقاء خيوط الصباح الأولى في حديقة احد المنازل المليئة بالورود والأزهار الزنبق و الجوري و القرنفل و الياسمين والريحان والبنفسج و زهرة النرجس البيضاء .

كانت كل أزهار الحديقة ترفع رأسها وتفتح أكمامها عند رؤية زهرة النرجس البيضاء لجمالها الأخاذ .

حتى صاحبة الحديقة نفسها كانت تستفتح برؤيتها وتوليها عناية خاصة فعزلتها بحوض منفصل عن بقية الأزهار ووضعتها على رف نافذة غرفتها ...

وقيل أن سر اهتمام صاحبة الحديقة بزهرة النرجس البيضاء هو ان حبيبها قبل سفره أهداها لها .

ولكن هذه الزهرة الجميلة كانت مغرورة ، لا تختلط بأي من الورود ولا تتحدث معهم ...

لهذا تجنبت كل الورود والأزهار التعامل معها لقساوتها وجفاءها وقررن مقاطعتها

إلا "زهرة عباد الشمس" أطول تلك الأزهار وأكبرهن عمرا كانت تأبى ان تخاصم النرجسة البيضاء و تحث الجميع على عدم مقاطعتها بالرغم من عجرفتها

وتقول لهن : يا صغيراتي الجميلات ان الغرور صفة قبيحة انه مرض ويجب معالجته والنرجسة البيضاء صغيرة مغترة بجمالها يجب مساعدتها على التخلص من غرورها وعدم المساهمة في نموه.

حاولت زهرة عباد الشمس مرارا وتكرارا التقرب والتودد من النرجسة البيضاء لإسداء النصح والإرشاد لها بعدم الابتعاد والانعزال عن الأزهار .

زهرة عباد الشمس : ياصغيرتي الجميلة لأني أكبرك سنا اسمحي لي ان أنصحك بعدم الابتعاد عن أخواتك الورود …

ردت عليها النرجسة البيضاء بوقاحة : لو ان غيرك يسدي لي نصيحة يمكن ان استمع له ولكن أنت لا ..

زهرة عباد الشمس : انا !!! ولم لا أسدي لك النصح انا اكبر منك ومن حقـ

قاطعتها وصاحت بصوت عالي : لأنك قبيحة بلا فائدة عديمة الرائحة واللون كبيرة الحجم منظرك يشوه جمال الحدائق ، كان من المفروض أن يزرعوك مع الأعشاب الضارة بالقرب من مصارف المياه بالشارع .

اندهشت زهرة عباد الشمس من وقاحة النرجسة وقسوتها ، وانزوت في مكان بالحديقة وراحت تبكي دون أن يلحظها احد وأيقنت أنها كانت مخطئة بالحكم على تلك الزهرة المغرورة .

علمت كل الأزهار في الحديقة بما دار بين زهرة عباد الشمس وبين النرجسة البيضاء من البلبل الصغير صديق الأزهار .

وتضامنت كل الورود مع زهرة عباد الشمس وتجمعن حولها ورحن يخففن عليها وينسينها كلام النرجسة القاسي ويؤكدن لها أنها أهم الأزهار في كل حديقة ....

كانت النرجسة تنظر إلى الورود المتجمعة حول زهرة عباد الشمس بكل اشمئزاز وتحدث نفسها : كم هن مسكينات يأكلهن الغيظ من جمالي ويتآمرن علي مع زعيمتهن القبيحة ... حسنا فعلت بها كان من المفروض أن أقسى عليها أكثر واكسر شوكتها .

في فترة الظهيرة كانت صاحبة الحديقة تنقل حوض النرجسة إلى داخل غرفتها المكيفة لتقيها من حرارة الشمس وتدير المسجلة على اعذب الالحان والأغاني وتتراقصان معا .

تتالت الأيام ..

وظلت النرجسة البيضاء على حالها تستقبح كل الورود وتتجنب التحدث اليهن وبالذات زهرة عباد الشمس .

وجاء شهر آب اللهاب ….

ارتفعت درجات الحرارة وبدا الجفاف يخيم على كل الحدائق لان اشعة الشمس كانت تبخر كل المياه ...

بدأت الأزهار تعاني من الحر وتتقيه بانحنائها تحت ظل زهرة عباد الشمس ...

النجرسة البيضاء كانت تنظر إليهن منحنيات من خلف نافذة الغرفة المكيفة وتتشمت بهن .

كانت كل الورود تنظر إليها والى نظرات الشماتة في عينيها .

وفي يوم بمنتصف الشهر وبينما الشمس في عز قيظها والورود مختبئة تحت ظل زهرة عباد الشمس ذبلت وردة القرنفل الصغيرة وتعبت بدأت تضمر وتذبل وشعرت بالجفاف كادت تشرف على الموت ، حزنت كل الورود والأزهار وصحن يطلبن النجدة من البلبل الصغير لينقلها الى النرجسة البيضاء لتدخلها إليها ....

طار البلبل الى النافذة وبفمه يحمل القرنفلة المريضة وطلب من النرجسة المغرورة ان تفتح له النافذة ليدخل القرنفلة.

رفضت النرجسة المغرورة بشدة وقالت له من خلف الزجاج : ابتعد ايها الاحمق هل تظن أني اقبل أن يشاركني بالحوض اي من تلك القبيحات ..

صار يترجاها بشدة وكانت كل أنظار الأزهار متجهة حيث البلبل والقرنفلة .

صاحت لن ادخل أحدا هنا وأسدلت ستارة الغرفة ...

عاد البلبل ومعه القرنفلة الذابلة حزن عليها لأنها كانت تتأوه أبى أن تموت فطار بها بعيدا إلى أن وصل إلى شلال مياه صغير سقاها وظل معها حتى تعافت وأرجعها إلى صديقاتها اللاتي شكرنه على إنقاذ حياتها ....

وفي اليوم التالي للحادثة ...

سمعت الأزهار صوت بكاء ينبع من غرفة صاحبة الحديقة كانت تصيح وتصرخ : الخائن تزوج وخدعني كل تلك الأيام والأشهر وأنا انتظره احتفظت له بكل الحب والمشاعر الجميلة حتى الزهرة التي أهداني إياها اعتنيت بها دونا عن كل الأزهار آه ه ه أيتها الزهرة البغيضة ألست من رائحته وذكراه سألقي بك خارج غرفتي ...

وفجأة فتحت صاحبة الحديقة النافذة وألقت منها حوض النرجسة البيضاء

تحطم الحوض إلى عدة قطع وتناثر الرمل الموجود بداخله وكسر ساق النرجسة المغرورة وصارت تتأوه من الوجع وتستنجد بالجميع ، لكن دون جدوى لم يعرها احد اهتمامه ، أشاحت كل الأزهار نظرهن عنها عقابا على أفعالها القبيحة ...



ازدادت حرارة الجو وبدأت أطراف النرجسة البيضاء تحترق ... دون أن يرأف بحالها احد .

صدفة مر عامل القمامة بالقرب من المكان فوجد الحوض المكسور لملمه خوفا من أن يتأذى احد من قطعه المكسورة فوجد النرجسة حزن عليها وقام بتضميد ساقها بقطعة من القماش وغرسها بالقرب من إحدى المصارف الموجودة على ناصية الشارع مقابل الحديقة ....

استطاعت النرجسه مع مر الأيام المقاومة والبقاء على قيد الحياة إلا أنها لم تعد جميلة كالسابق لأنها اضمحلت وذبلت وفقدت بريقها وأصبحت باهتة ...

انتهى شهر آب ...

وعادت كل الورود والأزهار بالحديقة تتفتح من جديد وتضحك وتتمايل .

كانت النرجسة تراقبهن من موقعها الجديد عند مصرف المياه بين الأعشاب الضارة ذات الرائحة النتنة .

صار البكاء رفيقا دائما للنرجسة ، خاصة أن الأعشاب المحيطة بها كرهتها ولم تتقبلها لأنها غريبة ودخيلة عليهم فصاروا يؤذوها ويضربوها ....

كان البلبل صديق الأزهار في الحديقة يراقبها حتى رق قلبه عليها وطار إلى زهرة عباد الشمس وحدثها بالحال التي أصبحت عليه النرجسة ....

حزنت زهرة عباد الشمس وكل الأزهار كذلك ، ورفضن أن تكون واحدة منهن تتعرض للأذى ، فاجتمعن وقررن ان يسامحنها وطلبن من البلبل ان ينقلها اليهن ..

طار البلبل سعيدا بقرار الورود والأزهار لينقله الى النرجسة ، وما ان وصل المكان حيث النرجسة وجد الأعشاب الضارة التفت عليها وخنقتها …

بكى البلبل على النرجسة واقتلعها ورجع بها الى الورود واخبرهم ما حدث .

خيم الحزن على الحديقة ، وقررن أن يغرسنها أسفل النافذة ….



مرت أيام وأسابيع

ونبتت نرجسة صغيرة من جديد ....

اعتنت بها كل الورود والأزهار وعادت الفرحة من جديد إلى حديقة المنزل
--------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم16
------------
النظافة من الايمان

سلمى وأمل أختان جميلتان تحبان بعضهما البعض* وكانت سلمى هي الأخت الكبرى و أمل الأخت الصغرى.
كانت سلمى تحب الترتيب وتهتم بنظافتها* فتنهض من سريرها وترتبه وتنظف أسنانها وتسوي شعرها لتذهب إلى المدرسة بأحلى وأنظف هندام كما أنها تعمل جاهدة على أداء واجباتها المدرسية على أكمل وجه فترتب خطها وهي تكتب وظائفها حتى ترضى عنها المعلمة.



أما أمل فكانت طفلة فوضوية تنهض متأخرة على المدرسة فتترك سريرها يعج في فوضى عارمة ولاتهتم بنظافة أسنانها ولا تمشط شعرها ولا تهتم بأظافرها فهي دائماً سوداء وطويلة* و كانت الأم توجه الملاحظات لسلوك أمل وتقارنها بأختها الكبرى سلمى المرتبة والنشيطة وتحزن عندما ترى أمل لا تعطي بالاً لما تقول أمها.



وفي يوم من الأيام عادت كل من سلمى وأمل من المدرسة* فسارعت سلمى لغسل يديها ثم جلست على مائدة الطعام* أما أمل فإنها جلست مباشرة دون أن تقوم بتنظيف يديها* فقالت لها أمها: لماذا لم تغسلي يديك يا أمل. أجابت أمل: يداي نظيفتان يا أمي....انظري.
فقالت لها أمها: إن يديك تبدوان نظيفتين ولكنهما في الحقيقة مليئتين بالجراثيم التي تؤذينا وتسبب لنا الأمراض.
فأجابتها أمل: ولكنني جائعة يا أمي أريد أن آكل؟* وهكذا تجاهلت أمل نصيحة أمها.



وفي المساء أخبر الأب أسرته أنه سيأخذهم في اليوم التالي إلى حديقة الحيوانات لأنه يوم عطلة* ففرحت العائلة لذلك.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت سلمى كعادتها نشيطة تستعد لتلك النزهة الجميلة* أما أمل فإنها لم تستطع النهوض من سريرها لأن حرارتها كانت مرتفعة وتبدو عليها علامات المرض.



وهكذا ألغيت نزهة حديقة الحيوانات بسبب مرض أمل* وعندما ذهبت أمل إلى الطبيب أخبرها بأنها مريضة بسبب الجراثيم* فنظرت أمها إليها وقالت لها ألم أقل لك إن الجراثيم تسبب لنا أمراضاً عديدة وتذكري يا أمل أن النظافة من الإيمان.
فقررت أمل منذ ذلك اليوم أن تهتم بنظافتها وترتب غرفتها حتى لا تتمكن
----------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم17
-------------
النظافة من الايمان

سلمى وأمل أختان جميلتان تحبان بعضهما البعض* وكانت سلمى هي الأخت الكبرى و أمل الأخت الصغرى.
كانت سلمى تحب الترتيب وتهتم بنظافتها* فتنهض من سريرها وترتبه وتنظف أسنانها وتسوي شعرها لتذهب إلى المدرسة بأحلى وأنظف هندام كما أنها تعمل جاهدة على أداء واجباتها المدرسية على أكمل وجه فترتب خطها وهي تكتب وظائفها حتى ترضى عنها المعلمة.



أما أمل فكانت طفلة فوضوية تنهض متأخرة على المدرسة فتترك سريرها يعج في فوضى عارمة ولاتهتم بنظافة أسنانها ولا تمشط شعرها ولا تهتم بأظافرها فهي دائماً سوداء وطويلة* و كانت الأم توجه الملاحظات لسلوك أمل وتقارنها بأختها الكبرى سلمى المرتبة والنشيطة وتحزن عندما ترى أمل لا تعطي بالاً لما تقول أمها.



وفي يوم من الأيام عادت كل من سلمى وأمل من المدرسة* فسارعت سلمى لغسل يديها ثم جلست على مائدة الطعام* أما أمل فإنها جلست مباشرة دون أن تقوم بتنظيف يديها* فقالت لها أمها: لماذا لم تغسلي يديك يا أمل. أجابت أمل: يداي نظيفتان يا أمي....انظري.
فقالت لها أمها: إن يديك تبدوان نظيفتين ولكنهما في الحقيقة مليئتين بالجراثيم التي تؤذينا وتسبب لنا الأمراض.
فأجابتها أمل: ولكنني جائعة يا أمي أريد أن آكل؟* وهكذا تجاهلت أمل نصيحة أمها.



وفي المساء أخبر الأب أسرته أنه سيأخذهم في اليوم التالي إلى حديقة الحيوانات لأنه يوم عطلة* ففرحت العائلة لذلك.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت سلمى كعادتها نشيطة تستعد لتلك النزهة الجميلة* أما أمل فإنها لم تستطع النهوض من سريرها لأن حرارتها كانت مرتفعة وتبدو عليها علامات المرض.



وهكذا ألغيت نزهة حديقة الحيوانات بسبب مرض أمل* وعندما ذهبت أمل إلى الطبيب أخبرها بأنها مريضة بسبب الجراثيم* فنظرت أمها إليها وقالت لها ألم أقل لك إن الجراثيم تسبب لنا أمراضاً عديدة وتذكري يا أمل أن النظافة من الإيمان.
فقررت أمل منذ ذلك اليوم أن تهتم بنظافتها وترتب غرفتها حتى لا تتمكن
------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم18
-----------
الوردة و العصفور

في يوم ما ضجر العصفور من صوته ، فأعلن في صحيفة الغابة أنه مستعد لاستبدال زقزقته بأي شيء جميل يعرض عليه ، سخرت كل الحيوانات والأشجار من إعلان العصفور ، وظن البوم الحكيم أن العصفور لابد وأن يكون قد أصيب بالجنون ، لكن الوردة الحمراء أعلنت أنها مستعدة لمبادلة العصفور بما يريد ، ولما علم العصفور برغبة الوردة ، طار نحوها مزقزقا زقزقته الأخيرة بفرح وسرور ، حتى أن جميع من كان في الغابة سحره الصوت الجميل ، وتمنوا لو أن العصفور يعدل عن رأيه في الوقت المناسب ، لكن العصفور كان قد اقترب من الوردة ، وراح ينظر إلى جمالها الساحر مبهورا ، قالت له الوردة : أطلب ما تشاء مقابل صوتك الجميل ،
أجاب العصفور : أريد لونك الأحمر الساحر
شعرت الوردة بالارتباك ، لم يكن يدور بخلدها أن العصفور سيطلب منها طلبا كهذا ، لكن إعجابها الشديد بصوت العصفور جعلها توافق على طلبه ، فنزعت عنها لونها وأسلمته للعصفور الذي ارتداه في الحال واستلمت الوردة صوت العصفور وراحت تجرب الزقزقة ، أحست بالفرح الشديد لأنها أخيرا امتلكت صوتا ساحرا ، وأما العصفور ، فقد شعر بالحزن سريعا لأنه لم يعد يمتلك أي صوت يخاطب به الآخرين ، لكن عيناه اللتان رأتا لون جناحاه الساحر منحتاه شعورا بالمواساة وبقدر قليل من الفرح ، فلقد تمكن أخيرا من اكتساب لون الوردة الحمراء ، فطار عاليا ثم راح يتنقل من شجرة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر محاولا أن يري الجميع جمال لونه الجديد لكن الحيوانات والطيور كانت منشغلة عنه ، كل في عمله من بحث عن الطعام أو بناء الأعشاش أو أي عمل آخر ، أحس العصفور بالخيبة من إهمال الآخرين لـه فاقترب من الوردة المزقزقة مخذولا ، لا يعرف بأي طريقة سيقنعها لكي تعيد له صوته ، لكن ولسوء حظ العصفور مر في تلك اللحظة صياد اجتذبه الصوت الجميل واللون الأحمر للعصفور وهو يظن أن الصوت يصدر عن العصفور الأحمر ، فما كان منه إلا أن رما بشباكه فوق العصفور فاصطاده ، لكنه حين ابتعد قليلا سمع وراءه صوت العصفور ينطلق من مكان ما ، فأصابه عجب شديد من الأمر وراح يفتش بعينيه عن مصدر الصوت ليكتشف وهو مذهول من المفاجأة أن الصوت كان يصدر عن الوردة فاقترب منها واقتطعها فإذا بها تصدر صرختها الأخيرة قبل أن تفارق الحياة .
---------------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم19
------------
أنا النمر



خَرَجَ الأرنَبُ الصغيرُ لأولِ مرةٍ باحِثاً عَنْ طَعَامٍ و شَرابٍ له ، بعْدَ أنْ استأذنَ منْ أمِّهِ، وأثناءَ الطَّرِيقِ قالَ في نفْسِهِ: لنْ أنسَى وصيةَ أُمِّي أبداً : " أن آخذَ حَاجَتي فقط وألا أعْتدي على أحدٍ ". قطَعَ مَسافةً قَصيرةً في الغَابةِ ، أعْجَبتهُ الأشجَارَ والأزْهارَ الجميلَةَ ، فتابَعَ سَيْرَهُ يَتَفَرجُ على الْمَنَاظِرِ الْخلابَةِ ، شَعَرَ بالأمَانِ فقطَعَ مسافةً أطولَ ..

بالقربِ مِنَ الصُّخُورِ العَاليةِ صَادَفَ مَجْمُوعةَ ثعَالبٍ تَلْعبُ و تَمْرحُ ، اقتَربَ منها بهدوءٍ ، فسألَه رئيسُها:
مَنْ أنتَ أيُّها القادمُ؟ أجَابَ الأرنبُ الصَّغيرُ مستغرباً: ألا تَعْرفُني ؟!
ردَّ رئيسُ الثعالبِ : كيفَ أعرفُكَ دونَ أنْ أراكَ مِنْ قبلُ ؟!
أجابَ الأرنبُ بثقةٍ : أنا النَّمِرُ.

حَدّقَ فيه رئيسُ الثَّعالبِ بحذرٍ، ثم ابْتعدَ عنْه قليلاً ، فكّرَ في نفسِهِ ، وقالَ :
لو لمْ يَكنْ بالفعلِ النمرُ الشجاعُ لما تَجرَأََ وحضَرَ إلى مَجْمُوعتِنا الكَبيرةِ متحدِياً قُوتنا .

اقترَبَ رئيسُ الثعالبِ من البَقيةِ ، و أخبَرَهم بالخطرِ المحدقِ بهم ، وطَلبَ منْهم الهروبَ مباشرةً و النجاةَ بأنفسِهم مِنْ هَذا الوحشِِ الذي سمعُوا عَنْ قُوتهِ كثيراً ، ففرُوا هَاربينَ ، ليبقى الأرنبُ وحيداً .

لَعِبَ الأرنَبُ الصَّغيرُ قَلِيلاً ، وتَناوَلَ حاجتَهُ مِنَ الخُضَارِ الْمَوجودِ في الْمَكانِ ، ومضَى في الغابةِ يستمتعُ بجمالِها.

بَعْدَ أنْ قَطَعَ مَسَافةً قَصِيرةً ، صَادَفَ مَجمُوعةَ غزْلانٍ تستريحُ بالْقربِ مِنَ الْبُحيرةِ ، اقتَربَ منْها بهدوءٍ وشجاعةٍ، تفاجأتْ به ، فهَبَّ رَئِيسُهم وسألَهُ : مَنْ أنتَ أيها القادمُ إلى وَاحةِ الغُزلانِ ؟
أجَابَ الأرنبُ بثقةٍ: أنا النمرُ.

خَافَ الرَّئيسُ ، ابتَعدَ عنْه ، وأخْبرَ الْبقيةَ بأمرِ هذا الوحشِِ الكاسرِ ، وطلبَ منْهم النجاةَ بأنفسِهم، فهربوا ، ليجدَ الأرنبُ الصغيرُ نفسَهُ مرَّةً أخْرَى وحيداً، استراحَ قليلاً في الْواحةِ ، ومضَى.

صَادفَ في طريقِ عَودتِهِ إلى مَنزلِه وحشاً كبيراً ، مَرَّ بجَانبِهِ ، سلّمَ عليه بهدُوءٍ واطمئنان ٍ* وتابعَ سَيْرَهُ ، استَغربَ الوحشُ تصرفَهُ ، وعدمَ الخوفِ منه، وقالَ في نفسِهِ: لمَاذا لمْ يخفْ منِي ؟!

أسْرعَ الْوَحشُ ولَحِقَ بهِ ، استَعَدَ لضربِهِ مباشرةً، لكنهُ انتظرَ ، وفَكرَ : أريدُ معرفةَ سِرَّ شجاعتهِ. اقتَربَ منهُ ، وطَلَبَ أن يتَوقْفَ ، فوقَفَ ، ونَظَرَ إلى الْوحشِ الكاسِرِ باحتِرامٍ ، وسألَهُ ماذا يُرِيدُ منه ، ولماذا لَحِقَ بهِ ، لم يُجبْهُ الْوحشُ الْكَاسِرُ، وسألهُ غاضباً: مَنْ أنتَ أيُّها المسكينُ؟

نَظرَ إليه الأرنبُ الْصَّغِيرُ باعتزازٍ ، معتقداً أنه سيهربُ منه كما هربتْ الثعالبُ و الْغزلانُ دونَ أنْ يُفكرَ بالسََّببِ ، وأجابَ: أنا النمرُ. ضَحِكَ الوحّشُ سَاخِراً ، وسَألَ منْ جَدِيد: هلْ تَعرفُنيْ أيُّها الصغيرُ؟

لا أعرفُ أحداً في هذه الغابةِ. سألَ الوحشُ: ألا تعرِفُ مَن ْ هو النَّمِرُ؟
ردَّ الأرنبُ الصَّغِيرُ بثقةٍ: أنا ، أنا النمرُ . استغربَ الوحشُ ثِقتَه الزَّائدةِ ، وسألَهُ: مَنْ قالَ لكَ ذلكَ؟

أجابَ الأرنبُ الصَّغِيرُ: أُمِّي، أُمِّي هي التي قالتْ لِي، وطلَبتْ مني أنْ أحترمَ الآخرين.
هزَّ الْوحشُ رأسَهُ ، وقالَ: هيّا معي إلى أُمِّكَ.

ذهَبا إلى بيتِ الأرنبِ ، وعندمَا وصََلا ارتعبَتْ الأُمُّ، وقالتْ في نفسِها: لقد جَلَبَ لي ابني معَه الهلاكَ.

اقتَربَ الابنُ ، وأشارَ إلى أُمِّهِ ببراءةٍ: هذه هي أمِّي .

سألَها النَّمِرُ: لماذا أسميْتهِ بهذا الاسمِ؟ ارتبكَتْ ، ثم بكَتْ ، استغربَ ابنُها سببَ بكائِها، كررَ النمرُ السُؤالَ، فأجابتْ:
حباً بك أيُّها النمرُ الطَّيبُ، لم أجدْ اسماً أجْملَ مِنْ اسمِكَ أُسمِي به ابني الغالِي .

حَكَى الأرْنبُ الصَّغيرُ لَهما ما جَرَى معه بالتفصِيلِ ، وفهمَ منْ أمَِّهِ ، لماذا هَرِبتْ منْه الثّعالبُ والغزلانُ ، ارتَاحَ النَّمرُ للحِكايةِ ، وقَبِلَ بتبرِيرِ الأمِّ الذَّكِيَةِ ، ثم شَكرا النَّمِرَ على قبولِه بأنْ يكونَ صَدِيقاً دائماً لهما.

قالتْ الأُمُّ : لولا اسمُك الجميلُ الذي أوحَى لهم بقوتِك لقتلوا ابني . فَهِمَ النَّمِرُ حكايةَ الأُمِّ التي تحبُّ ابنَها كثيراً ، وتحترمَ قوتَه ، وقَالَ: أحسنتِ أيُّها الأُمُّ، وأنا مستعدٌ دائماً لمساعدتِكما.

فَرِحَتْ بكلامِهِ، شكَرتْه مرَّةً أخرى ، ضمَّتْ ابنها ، وهي تُراقِبُ النَّمِرَ الذي رَاحَ يَبتعِدُ عنْ مَنزلِها راضِياً .
-----------------------------------------------------------------------------------------------

حكاية أسد

الآن يمضى الأسد كأنه يقول : أنا .. وليس إلا أنا ..

ومن يمش يرض بما ركب ، فهو يمشى على أقدامه ، ورأسه فى السحاب يتعاجب ..

من عز بز .. هذا قول الأسد ..

وهو يتذكر فريسة اليوم التى أخذ يلهو بها ، ويلاعبها بخشونة وأذى .. ضحك وهو يسترجع ما حدث ..

كان الرعب قد قتل هذه الفريسة قبل أن يجهز عليها الأسد بقبضته .. هكذا كان الأسد يطأ الفريسة بمخلب ، ويرعبها بناب ..

قال : أنا أحب رؤية الرعب فى عيون فرائسى ..

ثم صاح بنفس القول مع بعض التغيير فى اللفظ والمعنى : أنا أحب رؤية الرعب فى عيون الضعفاء ..

كل منا عليه أن يمتلك حكمته .. إما له ، وإما عليه ..

ظل الأسد على عادته حين يخرج للصيد ، وقبل أن يضرب ضربته ترتج الغابة بزئيره ، ثم يبحث فى عيون الفريسة عن الرعب ، فيجده ، عند هذا تكون الفريسة هنيئة مريئة ، فى بطنه تستقر .. يضحك ضحكته ، ويصيح : هذا حقى أيها الضعفاء ..

ويمشى إلى عرينه منتشيا ..

أنا .. وليس إلا أنا ..

فى صباح اليوم عثر الأسد على فريستين مرة واحدة ، وكشر عن أنيابه ، وهو يقول : أنا سعيد الحظ ..

سوف يرى أربع عيون مملوءة بالرعب ..

أنا .. وليس إلا أنا .. هل يوجد من عنده ذرة شك ؟!

كانت الفريسة الأولى حملا خر من الوهلة الأولى ، لم يمكث إلا لحظة حتى ملأ الرعب عينيه ، وصمت أذناه من زئير الأسد ، وبدا كالمربوط والمرعى فضاء واسع !!

وتذكر الأسد حكمته الباطشة : أنا أحب رؤية الرعب فى عيون الضعفاء ، فضحك ضحكا خشنا مقعقعا كالرعد ..

التفت الأسد إلى الفريسة الثانية ، وانقطع ضحكه فجأة ، بل تراجع للوراء ..

كان أمامه وعل بقرنين مشعبين إلى شعب حادة يتلألأ ضوء الشمس على سطحها ..

تذكر الأسد أنه لم يزأر ، فاستجمع كل قوته وزأر .. هبت رياح ، وتمايلت أشجار الغابة من عنف الزئير و شدته .. أرسل الأسد نظراته لتستقر حدتها فى عيون الوعل .. هكذا تعلم الأسد من خبرته ، وساعدته الفرائس ..

وجد الأسد القرنين المشعبين مسددين إلى قلبه مباشرة .. تراجع خطوتين وزأر.. تقدم الوعل هاتين الخطوتين .. كان يبادل الأسد تلك النظرات ..

رأى الأسد عينى الوعل ، كان الرعب ميتا فيهما .. تقهقر الأسد ، وانتقل الرعب إليه لأول مرة فى حياته
-----------------------------------------------------------------------------------------------
القصة رقم20
-------------
دينا المدلله

كلما سارت دينا في الشارع المؤدي لمنزلها، سمعت كلمات يقولها بعض الجيران عنها: "ها هي الفتاة المزعجة ذاهبة." دينا عمرها 6 سنوات، هي الوحيدة لوالديها ولهذا فهم يدللاها كثيراً وينفذان كل ما تطلبه حتى اعتادت على هذا. منذ مولدها لم يرفض لها أحد طلبها مهما كان. وكانت تدرك هذا، فكانت دائماً تطلب وهي متأكدة من أن طلباتها ستكون مجابة.
في يوم من الأيام تنبهت أمها إلى أن ابنتها أنانية لا تشرك أحداً في شيء، سواء كانت لعبة، أم كان كتاباً أو طعاماً. واكتشفت أيضاً أن أكثر الأطفال لا يحبون اللعب مع ابنتها لأنها - حسب قولهم – تأمرهم وتطلب أن تطاع، وأحياناً تبكيهم.



فهمت الأم أن تصرف ابنتها مسؤوليتها وخطأ منها ومن والدها، فلولا دلالهما المفرط ومنحها كل ما تطلب، لكانت أفضل ولكان لديها صديقات تشاركهن اللعب. حالياً بدأت المدرسة ودخلت دينا عامها الدراسي الأول في فصل به مدرسة جادة، والمدرسة كانت قوية تعلم الأطفال كيفية التصرف والتعامل بأخلاق حميدة.



كل من في الفصل لاحظ أن دينا ذكية جداً، ولكن لم تتمكن من الحصول على صديقات حتى دخلت ريتا الفصل. ريتا كانت جديدة في المدينة وخجولة جداً ولم تكن تجرؤ على الكلام مع أحد، ولهذا فقد تمكنت دينا من التقرب منها، فريتا ضعيفة ووجدت دينا أنها قادرة على جعلها تؤدي لها بعض المهمات وتأمرها كما تشاء، وطبعاً وجدت من تلعب معها.



في يوم ما، أنبت المعلمة ريتا لأنها لم تفكر قبل أن تحل مسائل الجمع، فأجابتها كلها خطأ.



بكت ريتا بمرارة عندما ضحك عليها الأطفال. فالمعلمة قد قامت بالشرح بشكل وافي، ولكن لم تفهم ريتا ولم تسأل المعلمة.



أخبرت دينا أمها عن صديقتها ريتا وبكائها في الفصل. اقترحت أمها: "لمَ لا تحاولين مساعدتها وشرح الدرس لها ببساطة؟ فهي تحبك وأعتقد أنها ستفهم شرحك أكثر لأنه أبسط."
فقالت دينا: "يا أمي، ليس لدي وقت أضيعه، ماذا أفعل لها إن كان عقلها لا يستوعب؟"
قالت أمها: "ولكن ريتا صديقتك، وإن لم تساعديها، فمن سيفعل؟"

ثم قررت أمها أن تخبرها بقصة النملة والحمامة: "حدث في يوم أن سقطت نملة في نبع ماء وبدأت بيأس تحاول إنقاذ نفسها. رأتها حمامة فقطعت ورقة شجرة ورمتها بقربها فصعدت النملة عليها وتمكنت من الوصول إلى الدفة. بعد مدة، جاء صياد يصطاد الطيور ووقفت تحت الشجرة ليصطاد الحمامة النائمة. النملة رأتها وتنبهت لما ينوي فعله، فقرصته بساقه. صرخ الصياد متألماً فاستيقظت الحمامة على صوته وعرفت ما يجري، فطارت هاربة."

أكملت الأم: "هل فهمت المغزى من القصة يا دينا؟ القصة تعني أنك إن قمتِ بعمل خير سيعود الخير ع

Admin
Admin

عدد المساهمات : 868
نقاط : 2025
تاريخ التسجيل : 25/01/2011

https://dream.forumpalestine.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى